Markets.com Logo

تحذير يلين: محاولات ترامب لتقويض استقلالية الاحتياطي الفيدرالي خطر على الاقتصاد الأمريكي

3 min read

استقلالية الاحتياطي الفيدرالي على المحك: تحذير من جانيت يلين

في تصعيد للضغط على الاحتياطي الفيدرالي، اتخذت إدارة ترامب خطوات أثارت قلقًا عميقًا بشأن مستقبل استقلالية البنك المركزي. علقت جانيت يلين، الرئيسة السابقة للاحتياطي الفيدرالي ووزيرة الخزانة الأمريكية، على هذه التطورات في مقال نشرته مؤسسة بروكينغز، وحذرت من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن تسييس السياسة النقدية.

محاولة عزل ليزا كوك: سابقة خطيرة

ترى يلين أن محاولة الرئيس ترامب عزل ليزا كوك، عضوة مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، بحجة وجود "سبب وجيه"، ليست مجرد إجراء غير قانوني، بل تمثل أيضًا خطرًا جسيمًا على استقلالية البنك المركزي. وتعتبر هذه المحاولة بمثابة تسييس مباشر للاحتياطي الفيدرالي، وتهديدًا لقيادته، ومحاولة لإخضاع السياسة النقدية لإرادة الرئيس. وتؤكد يلين أن هذا الإجراء قد يقضي على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، وبالتالي يقوض مصداقية السياسة النقدية الأمريكية على الصعيدين المحلي والدولي.

توضح يلين أن القانون ينص بوضوح على أن مدة ولاية أعضاء مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي تبلغ 14 عامًا، وأن هذا النص يهدف تحديدًا إلى منع الرؤساء من عزل الأعضاء لمجرد خلافهم في الرأي أو سعيهم إلى الحصول على ولائهم. وتضيف أن عزل عضو بحجة وجود "سبب وجيه" يجب أن يستند إلى سلوك غير لائق موثق، وأن مجرد "اتهامات" لا تشكل سببًا وجيهًا.

رسالة تهديد إلى الاحتياطي الفيدرالي

تشدد يلين على أن جوهر الأمر لا يتعلق بعضو معين في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، بل يتعلق بـ "الترهيب". فمن خلال استهداف كوك، يرسل ترامب رسالة مخيفة إلى جميع أعضاء مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي ورؤساء البنوك الاحتياطية الفيدرالية الإقليمية المشاركين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC): إذا عبرتم عن معارضتكم لآراء الرئيس، فستكونون التاليين.

وتحذر يلين من أن مثل هذه التهديدات قد تجعل قادة الاحتياطي الفيدرالي مترددين في أداء واجباتهم، وغير قادرين على تقديم آراء صريحة ومهنية ومستقلة بشأن السياسة النقدية للجمهور. وقد تغير هذه التهديدات أيضًا سلوكهم في التصويت، وتحول المؤسسة المعروفة باستقلالها وإنجازاتها إلى مجرد أداة لتلبية رغبات الرئيس وأولوياته السياسية.

مخاطر تسييس السياسة النقدية

توضح يلين أن أحد الأهداف الرئيسية لإدارة ترامب هو دفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بشكل كبير، وذلك لخفض تكلفة خدمة الدين الحكومي الأمريكي البالغ 37 تريليون دولار. ولكنها تحذر من أن هذا الإجراء قد تكون له عواقب وخيمة.

وتستشهد يلين بأمثلة تاريخية توضح المخاطر الكامنة في تسييس السياسة النقدية. فتقول إن التاريخ قدم بالفعل دروسًا مؤلمة: عندما يسيطر القادة السياسيون على البنوك المركزية، ويجبرونها على شراء الديون الحكومية أو خفض أسعار الفائدة لخفض تكاليف خدمة الديون، فإن الفوضى ستتبع ذلك حتماً. وتذكر بأمثلة من ألمانيا في عشرينيات القرن الماضي، والمجر بعد الحرب العالمية الثانية، والأرجنتين وتركيا في السنوات الأخيرة، لتؤكد أن النتائج كانت متشابهة في جميع الحالات.

وتختتم يلين مقالها بالتأكيد على أن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي ليست مجرد مسألة فنية بيروقراطية، بل هي حجر الزاوية في الاستقرار الاقتصادي الأمريكي والقيادة العالمية. وتعتبر أن محاولة ترامب تدمير هذا الأساس لتحقيق مصالحه الشخصية هو عمل متهور ومدمر ويتعارض تمامًا مع الروح الأمريكية. وتدعو الكونجرس إلى الدفاع عن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، والمحاكم إلى رفض هذا الانتهاك غير القانوني للسلطة، والمجتمع المالي إلى التعبير عن معارضته لهذا الهجوم المباشر على مصداقية الدولار.

ملاحظة: هذا التحليل لا يشكل نصيحة استثمارية. يجب على المستثمرين استشارة مستشار مالي مؤهل قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.


تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

أخبار ذات صلة