Markets.com Logo

الأرجنتين: تدخل حكومي لدعم البيزو وسط مخاوف انتخابية وتحديات اقتصادية

4 min read

الأرجنتين تتدخل لدعم البيزو وسط أزمة ثقة وهواجس انتخابية

تتجه حكومة الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى التدخل لدعم عملة البلاد، البيزو، في خطوة مفاجئة تعكس قلقًا متزايدًا بشأن استقرار الاقتصاد وهشاشة ثقة المستثمرين. يأتي هذا القرار في ظل فضيحة سياسية تلقي بظلالها على سمعة الحكومة، واحتمال مواجهة انتكاسة في الانتخابات التشريعية المرتقبة الشهر المقبل. ويمثل هذا التدخل تحولًا ملحوظًا في سياسة حكومة ميلي، التي لطالما دافعت عن اقتصاد السوق الحرة والسماح للبيزو بالتعويم ضمن نطاقات محددة. ويهدف الإجراء الجديد إلى كبح جماح عمليات البيع المكثفة التي تشهدها الأسواق المالية الأرجنتينية.

إجراءات سابقة لم تفلح في وقف التدهور

على الرغم من سلسلة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لاحتواء تراجع البيزو، بما في ذلك فرض قيود على السيولة في البنوك وإغراء المستثمرين بتجديد آجال استحقاق الديون الحكومية بأسعار فائدة مرتفعة تصل إلى 76٪، إلا أن هذه التدابير لم تنجح في تخفيف الضغط على العملة المحلية. وحتى بعد الإعلان عن خطط التدخل، استمر البيزو في الانخفاض خلال تعاملات يوم الثلاثاء. كما تراجعت أسعار السندات الحكومية، حيث انخفض سعر السندات الأرجنتينية المستحقة في عام 2035 بنحو 2 سنت لكل دولار، ليصل إلى 61 سنتًا، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل من هذا العام.

فضيحة سياسية تزيد الضغوط

يعكس تراجع أسعار الأصول الأرجنتينية مخاوف المستثمرين المتزايدة بشأن قدرة ميلي على المضي قدمًا في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الطموحة. وتفاقمت هذه المخاوف بسبب التقارير التي تحدثت عن تورط شقيقة ميلي في فضيحة رشوة. وتأتي هذه الفضيحة في توقيت حرج، حيث تجري انتخابات محلية هامة في مقاطعة بوينس آيرس يوم الأحد، والتي من المتوقع أن تؤثر على شعبية ميلي.

الانتخابات.. استفتاء على أداء ميلي

ووصف والتر شتوپيلويرث، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة گريت كابيتال گروپ، الوضع الحالي بأنه يعكس "هشاشة ثقة المستثمرين". وأضاف أن "معظم المستثمرين يعتبرون هذه الدورة الانتخابية بمثابة 'استفتاء عام' على أداء الرئيس ميلي في أول عامين من ولايته".

تحول حاد بعد وعود بالإصلاح

تمثل هذه التطورات تحولًا حادًا بالنسبة لميلي، الذي تولى منصبه في ديسمبر 2023 وسط ترحيب عالمي ببرنامجه الطموح لخفض الإنفاق وإجراء إصلاحات جذرية تهدف إلى إنعاش الاقتصاد الأرجنتيني الذي يعاني من أزمة مزمنة. وقد أدت هذه الإجراءات في البداية إلى تفاؤل في السوق، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السندات والأسهم.

معارضة برلمانية وتذمر شعبي

لكن الحكومة تواجه حاليًا تحديات متعددة، بما في ذلك معارضة متزايدة في الكونغرس وتذمر شعبي بسبب التقارير المتعلقة بالفساد. وعلى الرغم من أن أحد القضاة منع الصحفيين يوم الاثنين من نشر تسجيلات صوتية مسيئة، إلا أن ذلك لم يمنع تضرر شعبية ميلي قبل الانتخابات الحاسمة.

مخاوف من انتكاسة انتخابية

تزيد الانتخابات المحلية، التي تعتبر بمثابة "بروفة" للانتخابات التشريعية، من حدة المخاوف بشأن احتمال تعرض ميلي لانتكاسة. ففي انتخابات مقاطعة كوريينتس التي جرت يوم الأحد الماضي، حصل المرشح المدعوم من حكومة ميلي على المركز الرابع فقط.

بوينس آيرس.. مؤشر حاسم

ينصب التركيز حاليًا على الانتخابات المقبلة في مقاطعة بوينس آيرس، التي يقطنها حوالي 40٪ من سكان الأرجنتين، وتعتبر تقليديًا معقلًا لحركة البيرونية المعارضة. وينظر المستثمرون إلى هذه الانتخابات على أنها مؤشر حاسم للانتخابات الوطنية التي ستجرى في 26 أكتوبر، والتي سيتم فيها استبدال غالبية مقاعد الكونغرس.

تدخل مفاجئ في سوق الصرف

وفي خطوة مفاجئة، أعلن وزير المالية الأرجنتيني، بابلو كيرنو، يوم الثلاثاء عبر منصة X أن الوزارة ستتدخل في سوق الصرف "لتسهيل السيولة والتشغيل الطبيعي للسوق". لكن هذا الإعلان لم ينجح في وقف تراجع البيزو، الذي انخفض بنسبة 1.6٪ في نفس اليوم.

مخاوف بشأن الاحتياطيات الأجنبية

يزيد هذا القرار من مخاوف المستثمرين بشأن قدرة الأرجنتين على زيادة احتياطياتها الدولية قبل حلول موعد استحقاق سندات مقومة بالدولار في يناير المقبل. وتشير بيانات البنك المركزي الأرجنتيني إلى أن وزارة المالية لديها حاليًا 1.7 مليار دولار من الودائع الأجنبية المتاحة لدعم سوق الصرف، وهو ما يقل بنحو 300 مليون دولار عما كان عليه في 11 أغسطس.

تدخل مؤقت قبل الانتخابات؟

يتوقع السوق أن يكون تدخل الحكومة إجراءً قصير الأجل يهدف إلى استقرار الأسواق المالية قبل الانتخابات. ويرى بيدرو سيابا سيرات، مدير الأبحاث والاستراتيجيات في مؤسسة PPI Argentina، أن "تحرك اليوم هو فصل جديد في الاستراتيجية التي تنتهجها الحكومة، والتي تضمنت في السابق رفع متطلبات الاحتياطي والتدخل في سوق العقود الآجلة للعملات الأجنبية للسيطرة على سعر الصرف". وأضاف أن "الهدف من هذا الإجراء مؤقت بوضوح، وسيستمر حتى نهاية الانتخابات النصفية".

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

أخبار ذات صلة

Markets appear fragile before US nonfarm payrolls report on Friday

الأسبوع القادم: الأسواق تراقب تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي

--
Two miniature houses positioned on a heap of coins

الأسبوع القادم: تترقب الأسواق بيانات إجمالي الناتج القومي الأمريكي ونفقات الاستهلاك الشخصي والإسكان في الولايات المتحدة

--

الأسبوع القادم: قرار سعر الفائدة من البنك الاحتياطي النيوزلندي وبيانات التضخم الكندي في محور التركيز

--