مصافي النفط الهندية في حالة اضطراب بسبب التعريفات الجمركية المفروضة على النفط الروسي
تواجه مصافي النفط الهندية تحديات كبيرة بعد أن فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع السلع القادمة من دولة آسيوية (يُفترض أنها روسيا) بسبب شراء النفط الروسي.
الاعتماد على النفط الروسي المخفض
كانت هذه المصافي تعتمد بشكل كبير على الطاقة الروسية المخفضة في السنوات الأخيرة، وتتعامل بالفعل مع حظر مقترح من الاتحاد الأوروبي يمنع تصدير الديزل المنتج باستخدام النفط الروسي. ومع تشديد واشنطن موقفها تجاه الكرملين، تحول البحث عن مصادر بديلة للنفط الخام إلى حالة من الفوضى.
البحث عن بدائل وتحديات جديدة
أفاد مسؤول كبير في إحدى شركات تكرير النفط الهندية الرئيسية أن الشركة ستحاول شراء المزيد من النفط الخام من الشرق الأوسط وأفريقيا، وتنتظر أيضًا توجيهات الحكومة بشأن كيفية المضي قدمًا. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، أن الوضع لم يكن مفاجئًا تمامًا، لكنه سيزيد التكاليف ويقلل هوامش الربح.
الاعتماد الكبير على الواردات الروسية
تعتمد الهند بشكل كبير على واردات الطاقة، حيث يأتي أكثر من ثلث مشترياتها من النفط الخام من الخارج من روسيا، مما يجعلها أهم مشترٍ للنفط الروسي. وقد بدأت العديد من مصافي التكرير الهندية تعتمد على هذه الشحنات المخفضة.
ضغوط إضافية من الاتحاد الأوروبي
في وقت سابق من هذا الشهر، تلقت شركات تكرير النفط الهندية ضربة بسبب نية الاتحاد الأوروبي حظر واردات الديزل المنتج في الهند باستخدام النفط الروسي، مع فرض عقوبات محددة على شركة ناياارا للطاقة. وتجد هذه الشركات نفسها الآن تحت ضغط أكبر من واشنطن.
غموض بشأن الغرامات المحتملة
ذكر ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أنه بالإضافة إلى التعريفة الجمركية البالغة 25٪، سيتعين على الهند دفع "غرامة" مقابل شراء النفط الروسي. ولا يزال حجم هذه الغرامة غير واضح، وتسعى المصافي إلى الحصول على توضيح من نيودلهي بشأن هذه المسألة.
عدم اليقين في السوق
ذكرت فاندانا هاري، مؤسسة شركة فاندانا إنسايتس للاستشارات النفطية في سنغافورة، أن تعليقات ترامب خلقت "المزيد من عدم اليقين" لمصافي التكرير الهندية بشأن واردات النفط الخام الروسي. وأضافت أن هذا الشك قد يستمر حتى 7 أغسطس، ما لم يبد بوتين بادرة مصالحة قبل ذلك. وأشارت إلى الموعد النهائي الذي حدده ترامب لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
تأثير على أسعار الأسهم
تأثرت أسعار أسهم شركات تكرير النفط الهندية يوم الخميس. وانخفض سهم أكبر شركة معالجة في البلاد، وهي شركة النفط الهندية المملوكة للدولة، بنسبة 3.2٪ في مومباي، في حين انخفض سهم شركة بهارات بتروليوم بنسبة 4.1٪. وانخفض سهم شركة هندوستان بتروليوم بنسبة 3.7٪، وانخفض سهم شركة ريلاينس إندستريز المحدودة الخاصة بنسبة 2٪.
مناقصات شراء عاجلة
حتى قبل إعلان ترامب، كانت شركات تكرير النفط الهندية المملوكة للدولة تصدر مناقصات شراء لتواريخ وصول عاجلة بشكل غير عادي. أصدرت شركة النفط الهندية مؤخرًا مناقصة لشراء النفط الخام الذي سيصل في أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر، بعد فترة وجيزة من منح عقد مماثل لنفس التاريخ تقريبًا.
التحوط من المخاطر
كما اشترت شركة بهارات بتروليوم هذا الأسبوع نفطًا خامًا من الشرق الأوسط وغرب إفريقيا، أيضًا للتسليم في أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر. في الظروف العادية، يجب أن تكون المناقصات الصادرة في هذا الوقت مخصصة للنفط الذي سيصل في منتصف إلى أواخر أكتوبر.
الحذر بشأن النفط الروسي
ووفقًا لعدة مصادر مطلعة أخرى طلبت عدم الكشف عن هويتها لعدم حصولها على إذن بالتحدث إلى وسائل الإعلام، فإن شركات تكرير النفط المملوكة للدولة حذرة أيضًا بشأن طلبات شراء خام الأورال الروسي الذي سيتم شحنه في سبتمبر بسبب عدم اليقين بشأن التسليم.
أرقام الاستيراد
وفقًا لبيانات تتبع السفن التي جمعتها وسائل الإعلام الأجنبية، اشترت الهند حوالي 1.63 مليون برميل من النفط الخام الروسي يوميًا العام الماضي، وهو ما يمثل أكثر من ثلث إجمالي وارداتها. وظلت هذه الكميات مستقرة بشكل عام حتى الآن هذا العام. بالإضافة إلى التحديات الجيوسياسية، اضطرت شركات تكرير النفط الهندية أيضًا إلى التعامل مع انخفاض المعروض من النفط الروسي وارتفاع الأسعار.
تحديات إعادة التكيف
قال آر. راماتشاندران، أحد المخضرمين في صناعة النفط الهندية الذي شغل منصب مدير التكرير في شركة بهارات بتروليوم قبل مغادرته الشركة في عام 2020: "ستكون هناك منافسة محمومة على الشحنات". وأضاف: "لا يوجد نقص في النفط الخام في السوق، ولكن سيتعين على الهند دفع أسعار أعلى"، مضيفًا أن سلاسل التوريد قد تستغرق من ثلاثة إلى ستة أشهر لإعادة تنظيمها.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.