نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن إيران، في ظل تصلب موقفها، وضعت شروطًا جديدة لاستئناف المفاوضات النووية مع إدارة ترامب. ويأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية وتتضاءل فرص التوصل إلى حل دبلوماسي.
أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الولايات المتحدة يجب أن توافق على تعويض إيران عن الخسائر التي تكبدتها في الصراع الأخير. وأكد في تصريحات للصحيفة أن إيران لن تقبل بـ "الوضع الراهن" بعد الصراع الأخير، الذي شهد تدخلًا أمريكيًا محدودًا.
شدد عراقجي على ضرورة تقديم الولايات المتحدة لتفسير حول سبب "مهاجمة إيران خلال المفاوضات"، والموافقة على ضمانات بعدم تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل. والأهم من ذلك، طالب بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بالمنشآت الإيرانية والبنية التحتية.
وأوضح عراقجي، وهو كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، أنه تبادل الرسائل مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف خلال الصراع وبعده. وأكد على ضرورة التوصل إلى "حل مربح للجانبين" لكسر الجمود المستمر منذ سنوات حول برنامج إيران النووي.
أقر عراقجي بأن "طريق المفاوضات ضيق ولكنه ليس مستحيلاً". وأضاف أنه بحاجة لإقناع القيادة الإيرانية بأن أي مفاوضات مستقبلية يجب أن تجرى بنية حقيقية للتوصل إلى اتفاق عادل للطرفين.
وكشف أن ويتكوف حاول إقناعه بجدوى المفاوضات واقترح استئناف الحوار. لكن الدبلوماسي الإيراني المخضرم أكد على حاجة إيران إلى "إجراءات بناء ثقة حقيقية"، بما في ذلك التعويضات الاقتصادية وضمانات بعدم تكرار الهجمات.
وفقًا لمصادر إيرانية، شنت إسرائيل هجمات جوية واسعة النطاق على إيران، استهدفت منشآت نووية ودمرت أجزاء كبيرة من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، بالإضافة إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين. وردت إيران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل.
كما اتهمت إيران الولايات المتحدة بقصف منشأتي فوردو ونطنز لتخصيب اليورانيوم، ومهاجمة مصنع آخر بالقرب من أصفهان، مما أدى إلى أضرار جسيمة. وأكدت إيران أن مصنعًا ثالثًا جديدًا لتخصيب اليورانيوم بالقرب من أصفهان تعرض أيضًا للهجوم.
أشار عراقجي إلى أن الصراع الأخير أدى إلى تعزيز المعارضة الداخلية للمفاوضات، حيث دعا البعض إلى تسليح البرنامج النووي الإيراني. وأكد أن النظام الإيراني ملتزم ببرنامج نووي مدني سلمي، وسيظل ملتزمًا بالفتوى الدينية التي أصدرها المرشد الأعلى علي خامنئي قبل 20 عامًا، والتي تحظر تطوير الأسلحة النووية.
يبقى مستقبل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة غير واضح، في ظل مطالب إيران الجديدة وتصاعد التوترات الإقليمية. ومن غير المرجح أن تتخلى إيران عن مطلبها بالتعويضات والضمانات، بينما تصر الولايات المتحدة على موقفها المتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني.
هذا الوضع يثير تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية، ويضع المنطقة على حافة صراع أوسع.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.