إسرائيل تربط الانسحاب من جنوب لبنان بنزع سلاح حزب الله
أعلنت إسرائيل يوم الاثنين أنها مستعدة لـ"الانسحاب التدريجي" لقواتها المنتشرة في جنوب لبنان خلال العام الماضي، شريطة أن تقوم القوات المسلحة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله. يأتي هذا العرض بعد موافقة الحكومة اللبنانية في وقت سابق من هذا الشهر على إطار عمل اقترحه المبعوث الأمريكي توم باراك، يهدف إلى نزع سلاح حزب الله، وهو التنظيم الشيعي الذي يعتبر الفاعل غير الحكومي الأقوى في لبنان.
أقر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صدر يوم الاثنين، بالتحرك اللبناني، واصفا إياه بأنه "قرار كبير". وذكر المكتب أنه إذا اتخذت القوات المسلحة اللبنانية "الخطوات اللازمة لتنفيذ نزع سلاح حزب الله، فإن إسرائيل ستتخذ إجراءات مقابلة، بما في ذلك بالتنسيق مع آلية أمنية بقيادة الولايات المتحدة، وخفض وجودها (القوات الإسرائيلية) على مراحل".
التصعيد والتوترات المستمرة
منذ وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والذي أنهى أعنف جولة قتال بين إسرائيل وحزب الله منذ عقدين، يحتل الجيش الإسرائيلي خمسة مواقع مرتفعة على الجانب اللبناني من الحدود الفعلية بين البلدين. كما تشن إسرائيل غارات جوية شبه يومية في مناطق جنوب وشرق لبنان، متهمة حزب الله بمحاولة إعادة بناء مواقعه جنوب نهر الليطاني، الذي يمتد إلى مسافة 30 كيلومترًا شمال الحدود الإسرائيلية.
ومع ذلك، لم يرق بيان إسرائيل يوم الاثنين إلى مستوى توقعات بيروت، حيث أصر مسؤولون محليون على أن لبنان قد استوفى الشروط التي وضعتها خارطة الطريق الأمريكية لحكومته. وقال مصدر مطلع: "حان الوقت الآن لأن تُظهر إسرائيل حسن نيتها وأن تتخذ خطوة في الاتجاه الصحيح". ووصف المصدر الاقتراح الإسرائيلي المشروط بأنه "غير كاف"، لكنه قال إنهم سيحتفظون بحكمهم الكامل حتى اجتماع في بيروت يوم الثلاثاء بعد زيارة باراك لإسرائيل.
خلال زيارته للبنان الأسبوع الماضي، قال باراك إن "الحكومة اللبنانية فعلت ما بوسعها"، و"الآن ما نحتاجه هو أن تلتزم إسرائيل باتفاق المصافحة المتكافئ هذا".
خطة أمريكية للتهدئة
عهد مجلس الوزراء اللبناني بصياغة خطة لنزع سلاح حزب الله إلى جيش البلاد، ومن المتوقع أن تُقدم الخطة إلى الحكومة في الأسبوع المقبل. وتدعو الخطة الأمريكية إسرائيل إلى تقليص هجماتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية. وتنص الخطة على أنه يجب على إسرائيل أن توقف عملياتها العسكرية البرية والبحرية والجوية في غضون 15 يومًا من إعلان لبنان عن قرار نزع سلاح التنظيم.
رفض حزب الله وخطر الحرب الأهلية
رفض حزب الله الاعتراف بالخطة، وهدد زعيمه نعيم قاسم في وقت سابق من هذا الشهر باندلاع حرب أهلية إذا استمرت البلاد في المضي قدمًا في الخطة الأمريكية. وبالتزامن مع إصدار بيان نتنياهو يوم الاثنين، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارتين جويتين إضافيتين في جنوب لبنان، أسفرتا عن مقتل شخص واحد على الأقل.
بدأ القتال بين إسرائيل وحزب الله في أواخر عام 2023 عندما أطلق التنظيم صواريخ على إسرائيل تضامنا مع حماس. وبعد أن اقتصر القتال الذي استمر عاما كاملا في الغالب على شريط ضيق من الأراضي على جانبي "الخط الأزرق" (الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة بين البلدين)، صعّدت إسرائيل بشكل حاد الأعمال العدائية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وشنّت حملة قصف مكثفة أعقبها غزو.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى القتال، طُلب من حزب الله الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني، بينما كان من المفترض أن ينسحب جيش الدفاع الإسرائيلي من جنوب لبنان في غضون 60 يومًا، وأن يحل محله الجيش اللبناني. ومع ذلك، بعد انتهاء فترة الستين يومًا، بقي الجيش الإسرائيلي في لبنان، وقال مسؤولون إسرائيليون إن بعض مسلحي حزب الله ما زالوا في جنوب نهر الليطاني، وأن الجيش اللبناني، الذي كان من المفترض أن ينتشر في جنوب لبنان لمنع عودة حزب الله عند انسحاب جيش الدفاع الإسرائيلي، لم يتصرف بسرعة كافية.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.