ترامب يطالب بـ "استيلاء" مجلس الاحتياطي الفيدرالي على قرارات السياسة النقدية

أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشعال فتيل الخلاف الطويل الأمد مع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول، حيث دعا علنًا مجلس محافظي البنك إلى "الاستيلاء على سلطة اتخاذ القرار" إذا لم يقم باول بخفض أسعار الفائدة. في تغريدة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة، وصف ترامب باول بأنه "عنيد وغبي"، وطالب بخفض فوري وكبير لأسعار الفائدة. وهدد بأنه إذا استمر باول في رفض خفض الفائدة، فيجب على المجلس "الاستيلاء على زمام الأمور واتخاذ الإجراءات التي يعرف الجميع أنها ضرورية". ولم يصدر البيت الأبيض أي تعليق فوري على تصريحات ترامب. يأتي هذا الهجوم الجديد بعد أن أبقى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعهم يوم الخميس، لكنهم خفضوا توقعاتهم للاقتصاد الأمريكي، مما يشير إلى أن صناع السياسة قد يقتربون تدريجياً من خفض أسعار الفائدة. وأشار معظم مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى أنهم يتوقعون خفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام.

آلية اتخاذ القرارات في الاحتياطي الفيدرالي

تتخذ لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC)، برئاسة باول، قرارات أسعار الفائدة. وتضم اللجنة سبعة أعضاء في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى خمسة رؤساء من بنوك الاحتياطي الفيدرالي الإقليمية. تنتخب اللجنة رئيسًا ونائبًا للرئيس سنويًا.

انتقادات ترامب المستمرة لباول

بعد فترة وجيزة من الهدوء، عاد ترامب إلى انتقاد باول بشدة بعد قرار يوم الخميس، منتقدًا سياسات أسعار الفائدة التي يتبعها رئيس الاحتياطي الفيدرالي، واتهمه بالفشل في إدارة تجديد مقر الاحتياطي الفيدرالي بشكل صحيح. وكان ترامب قد استشار المشرعين بشأن ما إذا كان يجب عليه إقالة باول، ثم أخبر الصحفيين لاحقًا أنه ليس لديه أي نية للقيام بذلك، مما يشير إلى أنه مستعد للانتظار حتى تنتهي فترة ولاية باول كرئيس في مايو المقبل.

توقعات بتعيين خليفة لباول

قال وزير الخزانة الأمريكي السابق سكوت بيسنت يوم الخميس إنه يتوقع أن يتمكن ترامب من إعلان خليفة لباول قبل نهاية العام. وأضاف في مقابلة مع شبكة CNBC: "نحن نقوم بتجميع قائمة بمرشحين ممتازين للغاية. أتوقع أن نعلن عن هذا قبل نهاية العام". كما أشار بيسنت إلى المعارضة التي شهدها قرار الخميس، فضلاً عن المنصبين الشاغرين في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي في أوائل العام المقبل، مما يشير إلى أن المجلس قد يكون لديه قريبًا "أغلبية" من الأعضاء الذين يدعمون خفض أسعار الفائدة. يذكر أن اثنين من محافظي الاحتياطي الفيدرالي، والر وباومان، صوتا ضد القرار، وهي المرة الأولى منذ عام 1993 التي يعارض فيها عضوان في المجلس قرارًا.

موقف باول الحذر

لطالما تبنى باول وجهة نظر مفادها أن الاحتياطي الفيدرالي في وضع جيد في الوقت الحالي، نظراً لعدم اليقين بشأن تأثير سياسات ترامب التجارية على الاقتصاد. وكان خطابه يوم الخميس حذراً للغاية، حيث خفف من التوقعات بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، دون استبعاد الاحتمال تماماً.