Markets.com Logo

إقالة ترامب لرئيس مكتب إحصاءات العمل: تساؤلات حول نزاهة البيانات الاقتصادية

3 min read

إقالة رئيسة مكتب إحصاءات العمل: بداية حقبة جديدة من الشك؟

لم تكن إقالة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لرئيسة مكتب إحصاءات العمل (BLS) مفاجئة تمامًا، فقد سبقها انتقادات متكررة للبيانات الاقتصادية من قبل ترامب ومساعديه. إلا أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا ملحوظًا، سواء من حيث التوقيت المفاجئ أو الاتهامات المتكررة بالتلاعب بالأرقام دون تقديم أي دليل. تعتبر هذه الإقالة جزءًا من جهود أوسع لتشكيل الطريقة التي يتم بها تقديم البيانات الحكومية الهامة للأسواق والجمهور. لطالما كان هذا الموضوع يمثل مزيجًا من الأيديولوجية والمصالح السياسية. ومن المرجح أن تؤثر هذه الخطوة على اختيار خليفة إريكا ماكنتارف (التي أعلن ترامب أنه سيتم تعيينه هذا الأسبوع) وعلى طريقة عمل مكتب إحصاءات العمل وغيره من الوكالات الحكومية في المستقبل.

محاولات سابقة لتسليط الضوء على جوانب إيجابية

في الماضي، كانت محاولات حلفاء ترامب تقتصر على محاولة إبراز بعض الإحصائيات الأقل شهرة لجعل الوضع يبدو أكثر وردية، مدعين أنهم يقدمون صورة أكثر دقة للاقتصاد من وجهة نظر جمهورية. لكنهم كانوا حريصين على عدم تحدي البيانات الأصلية. لكن ترامب تجاوز ذلك، ففي تصريحات متكررة، زعم أن سبب إقالته لماكنتارف هو أن الأرقام التي تشرف عليها "خدعة". وفي الوقت نفسه، لم يقدم أي تفاصيل واضحة حول الإصلاحات التي يرغب في رؤيتها، مما أثار قلق الأسواق والمراقبين.

محاولات لتشتيت الانتباه والتركيز على مكاسب سوق الأسهم

حاول ترامب تشتيت الانتباه من خلال الإشارة إلى الأداء القوي لسوق الأسهم، لكن ذلك لم يقلل من المخاوف بشأن نزاهة البيانات الاقتصادية. تجدر الإشارة إلى أن ترامب كان ينتقد البيانات الاقتصادية التي لا تروق له لسنوات. ففي عام 2017، زعم المتحدث باسمه آنذاك شون سبايسر أن بيانات التوظيف الجيدة كانت "مزيفة في الماضي، ولكنها حقيقية جدًا الآن".

مخاوف بشأن مصداقية البيانات الحكومية

لكن إقالة المسؤولين عن البيانات تمثل تصعيدًا خطيرًا، مما دفع المراقبين الاقتصاديين إلى التعبير عن مخاوفهم بشأن مصداقية البيانات الحكومية. ويرى البعض أن هذا الأمر يقوض "الاستثناء الأمريكي" ويضر بالثقة في المعلومات الصادرة عن الحكومة الأمريكية.

التركيز على التوظيف المحلي والناتج المحلي الإجمالي للقطاع الخاص

لطالما كان التوظيف والناتج المحلي الإجمالي (GDP) من المجالات التي تثير اهتمام الجمهوريين. فعلى صعيد التوظيف، يركز فريق ترامب على بيانات مكتب إحصاءات العمل التي تركز على التوظيف بين المواطنين المولودين في الولايات المتحدة، بدلًا من البيانات الإجمالية التي تشمل العمال المولودين في الخارج. أما فيما يتعلق بالناتج المحلي الإجمالي، فقد دعا وزير التجارة في إدارة ترامب إلى اعتماد معيار أكثر دقة يستبعد الإنفاق الحكومي. وقد تم بالفعل نشر رقم يتضمن فقط ناتج القطاع الخاص، تحت مسمى "القيمة المضافة للقطاع الخاص" (VAPI).

تفسيرات بديلة للبيانات الاقتصادية

يبدو أن جهود إدارة ترامب تركز على تقديم تفسيرات بديلة للبيانات الاقتصادية بدلًا من تغيير البيانات الأصلية. وهذا يتجلى في التركيز على أرقام معينة، مثل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي، مع تجاهل الأرقام الأخرى التي تشير إلى تباطؤ النمو.

الخلاصة

إن إقالة رئيسة مكتب إحصاءات العمل والجهود المبذولة لتشكيل الطريقة التي يتم بها تقديم البيانات الاقتصادية تثير تساؤلات جدية حول نزاهة البيانات الحكومية. هذه الخطوات قد تقوض الثقة في المعلومات الاقتصادية الرسمية وتضر بسمعة الولايات المتحدة كدولة ملتزمة بالشفافية والموضوعية.

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

أخبار ذات صلة