المبعوث الأمريكي يبحث مستقبل غزة وسط أزمة إنسانية متفاقمة
التقى المبعوث الأمريكي الخاص فيتكوويتز برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس لمناقشة مستقبل الحرب في غزة، وذلك في ظل ضغوط دولية متزايدة لتخفيف حدة الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر. وتأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه الوضع الإنساني في غزة تدهورًا خطيرًا، مع تحذيرات من تفشي المجاعة وسوء التغذية.
وذكر مسؤول أمريكي أن هذه الزيارة هي الأولى للمبعوث المقرب من الرئيس ترامب إلى إسرائيل منذ شهر مايو، وأنه سيناقش مع المسؤولين الإسرائيليين "الخطوات التالية لحل الوضع في غزة". وتأتي الزيارة في أعقاب انهيار محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الأسبوع الماضي، وسط انتقادات دولية لإسرائيل بسبب تفاقم المجاعة في غزة.
الاعتراف بدولة فلسطين يلقي بظلاله على الأزمة
في الأيام الأخيرة، أعلنت دول عديدة، من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل شهر سبتمبر، في خطوة تهدف إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب. وقد أدانت إسرائيل هذه الخطوة، معتبرة إياها "مكافأة للإرهاب الشنيع الذي تمارسه حماس"، ورفضت مرارًا وتكرارًا جميع الدعوات إلى إنهاء هجومها العسكري في غزة ما لم تستسلم الحركة وتفرج عن الـ 50 رهينة المتبقين الذين اختطفتهم خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
مفاوضات متعثرة ومطالب متزايدة
أفادت مصادر مطلعة على المفاوضات بأن اتفاقًا كان يهدف إلى هدنة لمدة 60 يومًا وتأمين إطلاق سراح نصف الرهائن تقريبًا (يعتقد أن 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة) بدا أنه قريب من التحقق قبل أن يتوقف الأسبوع الماضي. وقد سحبت الولايات المتحدة وإسرائيل فرقهما التفاوضية من الدوحة، واتهم فيتكوويتز حماس بـ "عدم التصرف بحسن نية" عندما زادت الحركة من مطالبها لوقف إطلاق النار.
تطالب حماس بضمانات بأن أي وقف مؤقت لإطلاق النار سيؤدي إلى إنهاء دائم للحرب، وهو ما يرفض نتنياهو التنازل عنه قبل هزيمة الحركة بشكل كامل. هذا التصلب في المواقف يزيد من تعقيد الوضع ويهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية.
تحذيرات دولية وتصاعد اللهجة الألمانية
كما حذر وزير الخارجية الألماني فالدبول، الذي كان من المقرر أن يزور إسرائيل يوم الخميس، من أن إسرائيل معزولة بشكل متزايد على الساحة العالمية و"تجد نفسها في وضع الأقلية بشكل متزايد". وعلى الرغم من أن ألمانيا لم تحذ حذو فرنسا وبريطانيا في إعلان خطط للاعتراف بالدولة الفلسطينية، إلا أن الحكومة الألمانية أصبحت أكثر صرامة في لهجتها تجاه حكومة نتنياهو. وقال فالدبول إن عملية سلام تؤدي إلى "حل الدولتين" "يجب أن تبدأ على الفور" وإلا فإن ألمانيا "ستضطر أيضًا إلى الرد على الخطوات الأحادية الجانب".
زيارة مرتقبة لغزة وخطط بديلة
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، من المقرر أيضًا أن يزور فيتكوويتز غزة خلال فترة وجوده في المنطقة، وأن يتفقد مركزًا لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية، وهي كيان خاص مدعوم من إسرائيل والولايات المتحدة ومثير للجدل.
وذكر مصدر مطلع على تفكير الحكومة الإسرائيلية أن وصول فيتكوويتز هو "بداية جيدة" من حيث آفاق استئناف محادثات وقف إطلاق النار. وقال المصدر: "غادر الوفد الدوحة لأن حماس كانت تلاعب، وليس بسبب وجود خلافات كبيرة لدرجة لا يمكن تجاوزها".
لكن مجلس الوزراء الأمني التابع لنتنياهو بدأ أيضًا هذا الأسبوع مناقشة بدائل في حالة انهيار المفاوضات تمامًا، بما في ذلك الاستيلاء على الـ 25٪ المتبقية من غزة التي لم يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وربما البدء في ضم مساحات كبيرة من الأراضي. وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس يوم الأربعاء بأنه "إذا لم تعلن حماس عن إطلاق سراح الرهائن قريبًا، فسوف تدفع ثمنًا باهظًا للغاية".
غضب دولي وأزمة مساعدات
في الوقت الحالي، يسود الغضب الدولي بشأن الوضع داخل غزة. وذكرت وكالة للأمن الغذائي مدعومة من الأمم المتحدة هذا الأسبوع أن المجاعة "تحدث بالفعل"، مما أجبر نتنياهو على عكس سياسة في نهاية الأسبوع الماضي وتخفيف القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى المنطقة المحاصرة. ومع ذلك، ذكرت جماعات إغاثة دولية وتقارير محلية أن الفوضى وانعدام الأمن لا يزالان منتشرين داخل الأراضي الفلسطينية، حيث يتم الاستيلاء على معظم المساعدات من قبل حشود يائسة وعصابات مسلحة.
وذكرت وزارة الصحة في غزة في بيان يوم الخميس أن 111 شخصًا قتلوا في القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية، من بينهم 91 شخصًا قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدة. وبحسب مسؤولين صحيين محليين، يشمل ذلك عشرات الأشخاص الذين ورد أن القوات الإسرائيلية أطلقت عليهم النار أثناء تجمعهم بالقرب من شاحنات المساعدات في شمال غزة يوم الأربعاء.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات المتواجدة بالقرب من موقع الحادث "أطلقت طلقات تحذيرية في المنطقة ولم تستهدف الحشد، ردًا على التهديد الذي واجهوه"، وأنه لا علم له بوقوع أي إصابات. وقال الجيش إن التحقيق جار.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.