أصدر نسيم طالب، المستشار العلمي لصندوق التحوط الشهير Universa Investments ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعًا 'البجعة السوداء'، تحذيرات جديدة بشأن الديون الأمريكية وسياسات التجارة التي يتبعها الرئيس السابق دونالد ترامب. كما جدد انتقاده للبيتكوين، واصفًا إياها بـ 'زهرة التوليب الإلكترونية'.
تدير Universa Investments حاليًا أكثر من 20 مليار دولار من أصول العملاء، وهي متخصصة في التحوط من 'مخاطر الذيل' - أي الأحداث السوقية النادرة والمتطرفة.
يشير طالب إلى أن السوق يواجه حاليًا 'كمية هائلة من المخاطر'، ولكنها 'ليست بالضرورة مرتبطة بما تقرأه في الصحف يوميًا'. ويخص بالذكر الديون الفيدرالية الأمريكية، التي زادت بأكثر من ثلاثة أضعاف في السنوات الـ 25 الماضية، لتصل إلى حوالي 37 تريليون دولار. ومع 'قانون ترامب الكبير والجميل' المتوقع أن يضيف ما لا يقل عن 3 تريليونات دولار أخرى في السنوات العشر القادمة، فإن الديون ستستمر في الارتفاع.
وفقًا لمكتب الميزانية في الكونجرس، دفعت الحكومة الأمريكية 881 مليار دولار كفوائد على ديونها في السنة المالية 2024 - وهو ما يتجاوز المبلغ الذي أنفقته على برنامج الرعاية الصحية الفيدرالية (865 مليار دولار) أو الإنفاق الدفاعي (850 مليار دولار).
يقول طالب: 'نحن نحمل ديونًا ثقيلة للغاية'. ويضيف: 'من المنطقي تمامًا أن يكون إيلون ماسك غير راضٍ عن النظام الحزبي'، مشيرًا إلى تأييده لرئيس تسلا والرئيس السابق لـ 'وزارة الكفاءة الحكومية' (DOGE)، الذي أسس 'حزبًا أمريكيًا' بعد خلافه مع ترامب بشأن قضايا تتعلق بالقوانين.
وقد أدت المخاوف بشأن الديون الأمريكية، بالإضافة إلى عوامل أخرى بما في ذلك تعريفات ترامب، إلى انخفاض قيمة الدولار بنحو 10٪ مقابل سلة من العملات العالمية هذا العام.
يرى طالب أن الدولار 'لم يعد عملة احتياطية' عندما أعلنت الولايات المتحدة في فبراير 2022، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، أنها ستجمد الأصول المرتبطة بالحكومة الروسية. ويضيف أن الكثيرين شعروا بـ 'عدم الارتياح' إزاء تجاوزات الولايات المتحدة، مما دفع بعض البنوك المركزية إلى استبدال الدولار بالذهب، مما غذى اتجاهًا أوسع نحو التخلص من الدولرة.
فيما يتعلق بسياسات التعريفة الجمركية، يعتقد طالب أن ترامب 'يزعج' شركاء الولايات المتحدة التجاريين من خلال فرض ضرائب على الواردات. ويقول إنه 'لا يعارض التعريفات من حيث المبدأ'، لكن الطريقة التي يستخدمها ترامب للتوصل إلى اتفاقيات 'ليست متماسكة تمامًا وتخيف بقية العالم'.
يقول طالب أيضًا إن تدهور الثقة في الدولار والولايات المتحدة 'أمر سيئ لأننا مضطرون للاقتراض، ولا نريد أن تحدث أزمة ديون'، مشيرًا إلى أن ارتفاع تكاليف الفائدة يجعل الديون 'مصدر ضعف'.
لطالما كان طالب من أشد منتقدي البيتكوين، ووصفها بأنها 'عبادة جنونية' و'ورم' و'مغناطيس للأغبياء'.
حتى مع استمرار سعر البيتكوين في تسجيل مستويات قياسية جديدة تجاوزت 120 ألف دولار، لا يزال طالب يرى أن البيتكوين هي 'زهرة التوليب الإلكترونية' - وهي إشارة إلى فقاعة التوليب الهولندية في القرن السابع عشر، عندما رفعت موجة من المضاربة أسعار التوليب إلى مستويات مذهلة.
يكرر طالب أن البيتكوين 'لا يمكن أن تكون عملة'، ويشدد على تقلباتها ورغبة مشجعي العملات المشفرة في استمرار ارتفاعها، بينما الاستقرار هو جوهر الوسيلة الموثوقة للتبادل التجاري.
كما يتساءل عن الكيفية التي يمكن بها اعتماد هذه العملة على نطاق واسع عندما تتردد العديد من الحكومات في دعمها خشية إضعاف عملاتها الوطنية.
تحذير من المخاطر وإخلاء المسؤولية:هذه المقالة تعبر عن آراء الكاتب فقط، وهي للإطلاع فقط، ولا تشكل نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تعكس موقف منصة Markets.com. تتضمن تداول عقود الفروقات (CFDs) مخاطر عالية وتأثير رافعة مالية كبيرة. نوصي باستشارة مستشار مالي محترف قبل اتخاذ أي قرارات تداول، لتقييم وضعك المالي وقدرتك على تحمل المخاطر. أي عمليات تداول تتم بناءً على هذه المقالة تكون على مسؤوليتك الخاصة.
