Markets.com Logo

تحليل قمة ألاسكا: هل سيناور بوتين ترامب بشأن أوكرانيا؟

5 min read

قمة ألاسكا: مواجهة بين سياسي مخضرم ورئيس يفتقر للخبرة؟

في يوم الجمعة، يلتقي الرئيسان الروسي والأمريكي في ألاسكا، في قمة تثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل الصراع الروسي الأوكراني. يرى العديد من المحللين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السياسي المحنك والخبير، قد يسعى إلى استغلال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعتبرونه أقل خبرة في هذا المجال.

الهدف المعلن من القمة هو محاولة التفاوض على إنهاء الصراع الدائر في أوكرانيا. ومع ذلك، يشكك المراقبون عن كثب في إمكانية التوصل إلى حلول دائمة خلال هذه المحادثات. تذهب بعض الآراء إلى أبعد من ذلك، حيث تعتبر أن بوتين لا يحترم ترامب بشكل كافٍ.

تقول تينا فوردام، مؤسسة شركة فوردام غلوبال فورسايت، قبل الاجتماع: "دعونا نكون واضحين، بوتين لا يأخذ ترامب على محمل الجد." وتضيف: "لقد كثف بوتين هجومه هذا الصيف، بما في ذلك استهداف المدنيين في مراكز المدن، الأمر الذي أثار غضب ترامب وإحباطه، وبصراحة، كان ذلك مهيناً." وتصف فوردام لقاء بوتين بترامب بأنه "مجرد فرصة لالتقاط الصور منخفضة التكلفة، ولديه سجل حافل بالتلاعب بمسؤولي إدارة ترامب."

مخاوف أوكرانية وحلفاء أوروبيون

تشارك أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون نفس المخاوف، حيث يعتقدون أن بوتين ليس جاداً في إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقد أعلنت القيادة الأوكرانية هذا الأسبوع أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن روسيا تستعد لشن هجوم جديد، بدلاً من الاستعداد لوقف إطلاق النار أو السلام.

يذكر المحللون العسكريون عدة أسباب محتملة لعدم رغبة روسيا في إنهاء الصراع قبل تحقيق أهدافها، بما في ذلك الوضع العسكري المواتي نسبياً للقوات الروسية على الأرض، على الرغم من ارتفاع الخسائر. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع روسيا بموطئ قدم راسخ في المناطق التي تحتلها في جنوب وشرق أوكرانيا، ولديها القدرة على حشد المزيد من القوات.

بوتين يسعى لتحقيق أقصى قدر من المكاسب

من المرجح أن يحاول بوتين، خلال زيارته الأولى للأراضي الأمريكية منذ ما يقرب من عقد من الزمان، الحصول على أكبر قدر ممكن من التنازلات والمصالح من الولايات المتحدة. يرى أندريوس تيرسا، المستشار لشؤون وسط وشرق أوروبا في شركة تينيو لإدارة المخاطر، أن روسيا قد ترغب في توسيع جدول الأعمال ليشمل قضايا أخرى غير أوكرانيا، مع التركيز على إمكانات التعاون الاستراتيجي الجيوسياسي والاقتصادي، بما في ذلك صفقات الطاقة المربحة، ومعاهدات محتملة للحد من الأسلحة أو الأسلحة الاستراتيجية.

ويضيف: "قد يأمل الكرملين في أن يساعد نهج ترامب التفاوضي في تحقيق أهداف بوتين في أوكرانيا، مثل التنازلات الإقليمية، وتقييد سيادة أوكرانيا وقدراتها العسكرية، وتغيير قيادتها السياسية."

يعتقد كريستوفر غرانفيل، المدير الإداري في TS Lombard، أن الكرملين يدرك تماماً طبيعة ترامب المساومة في المفاوضات، وهو ما قد يؤثر على طريقة تعامل بوتين معه، خاصة وأن بوتين نفسه مفاوض متمرس. ويشير إلى أن بوتين حقق بالفعل مكسباً كبيراً من خلال دعوته إلى ألاسكا والتفاوض على اتفاق قبل وقف إطلاق النار، لكنه قدم أيضاً شيئاً لترامب، وهو إعطاء انطباع بأن موقف ترامب المتشدد قد أتى بثماره، وأن بوتين قدم تنازلات بشأن تبادل الأراضي.

نقاط ضعف ترامب

أحد نقاط الضعف المحتملة لترامب في الاجتماع هو إدراك بوتين أن الرئيس الأمريكي متردد في فرض عقوبات أشد على موسكو، حتى في ظل تهديدات ترامب المتكررة برفض اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة وأوكرانيا. في الواقع، يميل ترامب حتى الآن إلى معاقبة حلفاء روسيا وشركائها التجاريين، مثل الهند مشتري النفط، من خلال فرض رسوم جمركية أعلى والتهديد بفرض "عقوبات ثانوية"، بدلاً من استهداف روسيا نفسها بشكل مباشر.

تؤكد فوردام أن بوتين يدرك جيداً أن ترامب يمارس ضغوطاً متزايدة، لكن الأهم هو أن ترامب اختار الضغط على رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بدلاً من بوتين نفسه. وتضيف أن هذا يدل على أن ترامب غير راغب على الإطلاق في الضغط على بوتين بشكل مباشر، بل إنه مستعد لتعريض العلاقات مع الهند للخطر من أجل ذلك.

بالإضافة إلى ذلك، اتُهم ترامب بتسريب أوراق اللعب الروسية، من خلال الإشارة إلى أن الولايات المتحدة قد تقبل "تبادل" أوكرانيا لأجزاء من أراضيها مع الدول المجاورة. وقد أثارت هذه التصريحات قلقاً في أوروبا، التي حثت ترامب على عدم تقديم الكثير من التنازلات لبوتين.

ترى كاجا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن بوتين يراوغ ترامب، و"يتظاهر فقط بالتفاوض."

الضغوط الاقتصادية على روسيا

على الرغم من أن بوتين يبدو في وضع قوي قبل الاجتماع، إلا أن الرئيس الروسي قد يكون أيضاً يبحث عن مخرج، حيث يعاني الاقتصاد والمواطنون الروس من ضغوط شديدة بسبب العقوبات الدولية، ونقص العمالة، والتضخم الجامح، الذي وصفه بوتين نفسه بأنه "مقلق".

يقول ريتشارد بورتس، رئيس قسم الاقتصاد في كلية لندن للأعمال، إن بوتين ينطلق من نقطة بداية قوية نسبياً من الناحية العسكرية، حيث تتقدم القوات الروسية. لكنه يضيف أن نقطة انطلاقه ضعيفة من الناحية الاقتصادية، حيث تعاني روسيا من وضع اقتصادي سيء، وعجز كبير في الميزانية، ويرجع ذلك جزئياً إلى الانخفاض الكبير في عائدات النفط.

يرى مايكل فرومان، رئيس مجلس العلاقات الخارجية والممثل التجاري الأمريكي السابق، أن بوتين قد يوافق على وقف إطلاق النار، لكن بشرط تقديم ترامب تنازلات كبيرة بشأن صادرات النفط الروسية. ويختتم بالقول إنه إذا تمكن الرئيس من تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار من ألاسكا، فسيكون ذلك إنجازاً كبيراً، ولكن إذا بدأوا في إجراء صفقات إقليمية على حساب أوكرانيا، فلن يكون هذا اتفاقاً جيداً أو مستداماً.


تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

أخبار ذات صلة

تحليل قمة ألاسكا: هل سيناور بوتين ترامب بشأن أوكرانيا؟

علي|--

ضغوط ترامب على البيانات الاقتصادية: هل تخلق هدوءًا زائفًا قبل العاصفة؟

علي|--

نظرة مستقبلية لأسعار الذهب: التضخم والديون وتخفيض قيمة العملة يدعمون الطلب

أحمد|--