تشهد سندات الخزانة الأمريكية، التي طالما اعتُبرت رمزًا للاستقرار المالي العالمي، موجة من الشكوك حول مكانتها كأصل "خالٍ من المخاطر". هذا ما أكدته بيترا هيلكيما، رئيسة الهيئة الأوروبية للتأمين ومعاشات التقاعد (EIOPA)، خلال اجتماع مغلق عُقد مؤخرًا مع ممثلي المنظمات المالية في الاتحاد الأوروبي.

وفقًا لمصادر مطلعة، أشارت هيلكيما إلى أن التقلبات العنيفة في سوق السندات الأمريكية، التي تفاقمت بسبب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية شاملة، قد أثارت مخاوف من تداعيات اقتصادية عالمية. هذه التهديدات، التي تهدف إلى إعادة تشكيل التجارة العالمية، دفعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى تسجيل أكبر ارتفاع أسبوعي لها منذ عقدين، مما عزز التوجه نحو أصول بديلة مثل الذهب، السندات الألمانية، واليورو.

لم ترد الهيئة الأوروبية، التي يقع مقرها في فرانكفورت، على الفور على طلبات التعليق. ومع ذلك، كشفت المصادر أن هيلكيما ربطت بين اضطرابات السوق وقرار الإدارة الأمريكية بتعليق بعض التعريفات الجمركية مؤقتًا، بهدف إتاحة الفرصة لإجراء مفاوضات تجارية. وأضافت أن السوق يعاني من "تعقيدات كبيرة"، خاصة في القطاعات الأقل وضوحًا مثل صناديق التحوط والائتمان الخاص، حيث قد تواجه الشركات التي تعتمد على ضمانات غير سيادية قيودًا على السيولة.

في سياق متصل، أوضحت مصادر أخرى أن المنظمين الأوروبيين لاحظوا زيادة في متطلبات الهامش للشركات التي تملك مراكز طويلة في مشتقات الأسهم، وكذلك تلك التي تتعامل بعقود دفع فوائد ثابتة مقابل متغيرة. كما قلّصت صناديق التحوط استثماراتها في السندات عالية المخاطر وحصص الأسهم الخاصة، في محاولة للتكيف مع الظروف الراهنة.

وعلى صعيد القطاع المصرفي، أكدت المصادر أن البنوك الأوروبية، بفضل احتياطيات رأس المال التي بنتها على مدى سنوات، قادرة على تحمل هذه التقلبات. ومع ذلك، تخطط الهيئة الأوروبية للرقابة المصرفية (EBA) لإدراج التوترات الجيوسياسية ضمن سيناريوهات اختبارات التحمل المقبلة.

من جانب آخر، أشار ممثل عن هيئة الأوروبية للأوراق المالية والأسواق (ESMA) إلى أن هذه الأزمة قد تتيح فرصة للحد من هيمنة اللاعبين الماليين الأمريكيين على الأسواق العالمية. ورغم تأكيد حضور الهيئة للاجتماع، امتنعت عن التعليق على تفاصيل النقاشات.

فيما يخص السياسات التجارية، ناقش الوزراء سبل التصدي للحرب الجمركية التي يقودها ترامب، بما في ذلك خيارات الرد في حال فشلت المفاوضات. لكن مسؤولًا رفيع المستوى أكد أن القلق الأساسي في الاجتماع كان يتمحور حول الاضطرابات السوقية وتداعياتها المحتملة على الاستقرار المالي.

تُظهر هذه التطورات مدى التحول السريع في الثقة بسندات الخزانة الأمريكية، التي كانت لعقود طويلة الملاذ الآمن الأول للمستثمرين. ومع استمرار التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، تبقى الأسواق العالمية في حالة تأهب لمواجهة المزيد من التحديات.


عند النظر في الأسهم والمؤشرات والفوركس (العملات الأجنبية) والسلع للتداول والتنبؤ بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على مخاطر كبيرة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الأداء السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. هذه المعلومات مقدمة لأغراض إعلامية فقط ولا يجب اعتبارها نصيحة استثمارية.

آخر الأخبار

السبت, 26 نَيْسَان 2025

Indices

الأسبوع القادم: الانتخابات الكندية وتقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي الأمريكي في محور التركيز

الخميس, 24 نَيْسَان 2025

Indices

الأسهم الرائجة للمتابعة: AMD، Alphabet، NVIDIA، Amazon، وMicrosoft تقود القطاعات التقنية

الخميس, 24 نَيْسَان 2025

Indices

مؤشر هانغ سنغ يتعافى بدعم نمو اقتصادي قوي في الصين

الأربعاء, 23 نَيْسَان 2025

Indices

بيتكوين تستعيد قوتها: ارتفاع الأسعار وتحليل ديناميكيات التعدين بعد التنصيف