الخميس Oct 24 2024 06:26
1 دقيقة
في عالم الاقتصاد العالمي، يُعتبر زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) من أكثر الأزواج تداولًا في الأسواق المالية. يحظى هذا الزوج بمتابعة دقيقة من قبل المتداولين والمستثمرين على حد سواء، حيث يعكس التغيرات في السياسات النقدية والاقتصادية لكل من منطقة اليورو والولايات المتحدة. في الآونة الأخيرة، شهد الزوج انتعاشًا ملحوظًا بعد تراجع الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته.
سنستعرض في هذا المقال العوامل المؤثرة على هذا الزوج وأثر السياسات النقدية والبيانات الاقتصادية.
شهد زوج اليورو/الدولار تحسنًا في أدائه يوم الخميس، حيث جذب المشترين بعد تراجع الدولار الأمريكي. جاء هذا الانتعاش بعد سلسلة من الانخفاضات التي دفعت السعر إلى أدنى مستوى له منذ أوائل يوليو، حيث سجل حوالي 1.0760. مع اقتراب الأسعار من مستوى 1.0800، يعكس هذا التحسن تراجعًا طفيفًا في الدولار الأمريكي. ورغم هذا الانتعاش، تظل الأوضاع الأساسية تتطلب الحذر من قبل المتداولين المتفائلين، حيث تبرز المخاوف من تأثيرات السياسة النقدية على السوق.
تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية
تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية من أعلى مستوياتها منذ ثلاثة أشهر، مما أدى إلى قيام بعض المتداولين بجني الأرباح بعد الارتفاع القوي الأخير. هذا التراجع يخلق بيئة مواتية للدولار كملاذ آمن، مما يعني أن أي انخفاض في العوائد قد يؤدي إلى ضعف الدولار. وتأتي هذه الديناميكية في سياق القبول المتزايد بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتجه نحو تخفيضات تدريجية في أسعار الفائدة، مما يعزز من موقف الدولار.
التوترات السياسية وتأثيرها
تتزايد المخاوف بين المستثمرين مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر. تعتبر الانتخابات مصدرًا للقلق، حيث قد تؤثر على استقرار السوق، مما قد يزيد من جاذبية الدولار كملاذ آمن. هذه الظروف السياسية تجعل من الصعب على المستثمرين اتخاذ قرارات واضحة، مما يؤدي إلى تذبذب الأسعار.
انخفاض معدل التضخم في منطقة اليورو
في سبتمبر، انخفض معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو إلى 1.7%، وهو أدنى من الهدف المحدد للبنك المركزي الأوروبي البالغ 2% للمرة الأولى منذ يونيو 2021. يشير هذا الانخفاض إلى نجاح جهود البنك المركزي في السيطرة على التضخم، ولكنه أيضًا يعكس المخاطر السلبية المرتبطة بالنمو الاقتصادي. مع ذلك، يدعم هذا الانخفاض توقعات المزيد من التخفيف في السياسة النقدية.
تصريحات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي
أدلى ماريو سنتينو، رئيس البنك المركزي الأوروبي، بتصريحات حول المخاطر السلبية التي تؤثر على النمو والتضخم. وأشار إلى أن خفضًا بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر هو خيار مطروح، مما قد يزيد من الضغوط على اليورو. من جهة أخرى، أوضح مسؤول آخر في البنك، بوسطان فاسلي، أن البيانات الأخيرة تظهر بعض المخاطر التي قد تؤخر التحسن المتوقع في النمو.
تأثير البيانات الاقتصادية على المشاعر
ينتظر المشاركون في السوق الآن صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولية من منطقة اليورو والولايات المتحدة. هذه البيانات ستكون حاسمة في تحديد اتجاهات السوق، حيث ستعطي نظرة ثاقبة على صحة الاقتصاد العالمي. أي تحسن في هذه المؤشرات قد يعزز من جاذبية اليورو، بينما أي تدهور قد يؤدي إلى ضعف العملة المشتركة.
الديناميكيات الفنية لزوج اليورو/الدولار
تحليل الأنماط الفنية يظهر أن مستوى الدعم الرئيس يقع عند 1.0760، بينما مستويات المقاومة المهمة تشمل 1.0800 و1.0850. هذه المستويات يجب مراقبتها عن كثب، حيث إن كسر أي منها قد يؤدي إلى تحركات كبيرة في السوق. استخدام مؤشرات مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) يمكن أن يساعد المتداولين في تحديد إشارات الشراء أو البيع.
بناءً على العوامل الاقتصادية والسياسية الحالية، يبدو أن زوج اليورو/الدولار يواجه تحديات كبيرة. على الرغم من الانتعاش الأخير، فإن الأوضاع الأساسية تشير إلى أن الاتجاه العام قد يكون نحو الانخفاض. يجب على المتداولين البقاء على اطلاع دائم بالتطورات الاقتصادية والسياسية لتجنب المخاطر المحتملة والاستفادة من الفرص التي قد تظهر في السوق. تتطلب هذه الديناميكيات مستوى عالٍ من الحذر والدراية من قبل جميع المشاركين في السوق.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.